
منذ سنوات وأنا أعيش رحلة حب ذاتية عميقة أحاول أن أحب من خلالها نفسي حقا حقا، أن أفهم دواخلي ومايختزله قلبي، أسعى كي أصل جاهدة الى تلك الدهاليز البالغة في العتمة والتي لم يصلها أحد منذ زمن بعيد. أنجح حيناً وأخفق اخرى.
تبدو رحلتي طويلة. لكنني تعلمت من خلالها كيف أحب نفسي والاخرين حباً غير مشروط.
يعتقد البعض بأن حبك غير المشروط للاخرين يعني أن تكون فاتحاً ذراعيك لجميع الأشكال من الناس في حياتك، بما في ذلك المترددين، الخائفين، السلبيين المحبطين عزيمتك، وأولئك الذين يستمتعون بمكان رمادي داخل حياتك، فلا تستطيع أن تصفهم بالأصدقاء ولا الأحبة وقد يمتثل عليك الامر أحياناً لتعتقد بأنهم أعداء؛ أعداء لكل ماتستقيم روحك بوجوده.
الحب غير المشروط للاخرين يعني أن تحبهم بكل عيوبهم، من بعيد. الحب غير المشروط لنفسي يعني ألا أدخل في دائرتي المقربة من الناس غير أولئك المستحقين المستوفين لمعايير القُرب الروحاني. حبي لذاتي يعني ألا أقحم على حياتي أشخاصاً يعتقدون بأنهم يستحقون الدخول ومعرفة ماأفكر به لمجرد اهتمامهم لأمري.
في الحقيقة، كلما انغمست بحياتك وتفاصيلها وفهمها، كلما وجدت فضول من حولك يزداد لمعرفة المزيد عنك. يجب حينها أن تفرّق بين الفضول والإعجاب. ليس جميع من يبدي فضوله معجب. وقد يحصل أن يعجب أحدهم بك من بعيد. يقترب منك بخطوات مترددة متشبثاً بالمكان الذي جاء منه. صدقني، البعيد هو المكان الذي ينتمي إليه. البعض في البعد أجمل فعلاً.
قد تتسائل:” مالمكان الذي جاء منه؟”
حسناً، هو المكان الذي يأتيك منه أغلب الناس. مكان لايريدك أن تحب نفسك او تتعمق في اكتشافها، مكان لايريد لك أن تسأل أو تشكك في أي شيء، مكان يعتقد أغلب ساكنيه بأن وظيفتك الكبرى في الحياة هي أن تكون مشابها للآخرين فتعيش لترضي والديك، شريك حياتك، مجتمعك وأصدقاؤك الذين لايمكن أن يتبدلوا بحكم وفائك، كل اختلاف منك عندئذ يكون خطيئة تحاسَب عليها.
يبدوا هذا المكان ضيقاً بالرغم من أن أكثر من تراهم بشكل يومي يسكنون فيه وكأنهم مبرمجين يذكرونك بمن وقعت عليهم لعنة التشابه في فيلم The Stepford Wives، تعرفهم بسيماهم فهم إما يتحاشون الحديث معك بعمق، أو يسردون لك قصص حياتهم منذ المرة الأولى التي يلتقون بها فيك، تاركين لك الصمت المطبق بعد ذهابهم حتى تشعر بغربتك عن عالمهم.
تمسك بالنسخة الأصلية من نفسك ولاتحاول أن تنتمي لأحداً سوى قلبك.
إذا كنت قد أنهيت قراءة المقال بسلام، مبروك!
هذا المقال لايعبر عن احد. ان كنت قرأته في محاولة يائسة لفهمي وتحليل شخصيتي، فأنت تضيع وقتك.
اسمي نور االحياة واحب أمرين بنفس الدرجة؛ الكتابة والتدريب.
أما وانك قد اطلعت على كتاباتي، أدعوك أن تطلع على موقع لتعليم اللغة الانجليزية اشرف عليه. من هنا
احب الرقص و الشاي والتأمل واليوغا والقراءة أيضا. لو أردت أن تعلق أو تتواصل معي مباشرة هنا ايميلي الشخصي.
How is it going Noor
LikeLike
Hi there!
AlhamduliAllah. You?
LikeLike