ليس الغرض من هذه التدوينة هو إقناعك أو تغيير وجهة نظرك في تناول الطعام. هذه التدوينة هي مجرد فضفضة ونقل تجربة شخصية لاأكثر.
من يعرفني عن كثب، يعرف أني أحب تجربة الأمور الجديدة. أشترك مع ستيف جوبز رحمه الله في مبدأ:
“Don’t settle. Keep looking”
حين أجرب أمراً ما، أحرص دائماً أن يكون نابع عن سعادة وإقتناع.
نعم فأنا لاأطيق أن أفعل أي أمر دون أن يكون مردوده سعادة من أي نوع. لهذا بدأت نظاما نباتيا في أواخر عام ٢٠١٢ لكرهي الشديد آنذاك لرائحة الدجاج ولون اللحوم الحمراء.
لم أفعل ذلك لدعم الحيوانات “المسكينة”، فأنا أدرك تماما أن جميع المخلوقات – بما فيها الإنسان – تأكل بعضها بعضاً لتعيش. هذه هي سنة الكون.
لم أطلب من أحد أن يغير نظام غذاءه لأجلي. لم أشعر بالقرف حين أخرج مع صديقاتي وعائلتي لتناول الطعام في إحدى المطاعم فيقومون بطلب صحون الشاورما و الكبسة بينما أنفرد أنا بالمقبلات كوجبة رئيسية.
بإختصار، لم أكن ولن أكون يوما شخصاً متشددا فيما يخص نظام حياة الآخرين او طريقة تعاملهم مع أجسادهم، فهذا شأن يخصهم وحدهم.
بدأت النظام النباتي عن جهل بما يحتاجه جسدي، نعم كنت أعلم بأنني أعاني من G6PD وأن تناول البقوليات وبعض أنواع المكسرات لايناسبني، ولكني آثرت الخفة على احتياجات جسدي الأساسية.
شعرت في بداية نظامي الغذائي بالخفة والنوم المريح، لاسيما وأنني قبل ذلك كنت أتناول اللحوم بكثرة. كنت أقرأ عن وصفات نباتية، ولكنني كنت أهمل التعرف على جسدي ومايحتاج. كنت أعلم بأن نسبة البروتين التي أتناولها ليست كافية، لكنني لم أهتم دام جسدي بخير ولايشكو من شيء. لم اعر اهتماماً لطاقتي المنخفضة ومزاجي المتعكر في الكثير من الأحيان، كنت أعتقد بأن سبب ذلك هو التوتر.
الجدير بالذكر هو انكبابي على تناول الكثير من النشويات كالمعجنات و البيتزا، حتى تلك التي تحتوي على زيوت مهدرجة ومواد حافظة، فقد كان المعيار الأساسي هو “النباتية”.
لم أكن أملك الطاقة الكافية للطبخ بنفسي، وإن دخلت المطبخ يكون ذلك لأطباق خفيفة كالسلطة والمكرونة المليئة بزيت الزيتون.
زاد وزني ولم أكترث. بل أخبرني الكثيرون أنني قد أصبحت أجمل مع هذه الزيادة مما جعلني غير مهتمة بخسارة أي وزن.
أهملت جميع الرسائل الكونية السابقة؛ التعب والطاقة المنخفضة، اشتهاء النشويات معظم الوقت، زيادة الوزن، تساقط الشعر، المزاج المتعكر لسنوات حتى أصابتني نكسة صحية شديدة غبت بسببها عن عملي اسبوعا كاملا، أعراضها كالتالي:
صداع شديد، غثيان، طنين بالأذن، جسم ضعيف غير قابل على صعود السلم او نزوله، ونوبات مفاجئة من التعرق الشديد.
الجديد بالذكر بأن الأعراض كانت تزداد بعد تناولي الطعام.
أخبرني الأطباء حينها أن نظامي الغذائي قد جعل جسمي في خطر، وأن هناك نقص حاد في مستوى البروتين لديّ، واكتشفت أيضا بأن لديّ حساسية من الغلوتين، لذا يجب أن أمتنع عن تناول المخبوزات.
أدركت حينها بأن تقبل الأجسام للفيتامينات والمعادن يختلف من عمر لآخر، لذا ماكان يفيد جسدي في ٢٠١٣، لم يعد يتقبله جسمي الآن أو يستفيد منه بنفس الطريقة.
قررت حينها وبدون تردد العودة لتناول اللحوم باعتدال وقطع الغلوتين من حياتي، وقد تناولت أول قطعة لحم لي مساء يوم الخميس بتاريخ ٢٧ مارس ٢٠١٩. المضحك في الموضوع بأنني منذ الوقت الذي بدأت فيه بتطبيق هذا القرار، صرت أتناول الفاكهة والخضار أكثر من ذي قبل، كما أنني لم أعد أشتهي المعجنات كما كنت مسبقاً وأصبحت أكثر نشاطاً وحيوية عما كنت عليه مسبقاً ولله الحمد. أستطيع أن أقول بأني بدأت الان رحلة للتخلص من السموم المتراكمة على مر السنين السابقة او مايعرف بال – ديتوكس-، كما أنني أشعر بالنضج وأدرك الان بأن ما أنهك جسدي هو نظام غذائي سيء لم يحترم احتياجات جسدي وتغيراته.
شكرا لقراءة التدوينة 🙂
اسمي نور الحياة واحب الافوكادو، الرقص والفن العدني.
اعمل في مجالي الكتابة والتعليم لل بزنس انجلش.
بإمكانك الدخول لموقعي الرهيب جدا من هنا ♥️🌿
واو ا اخيرا 🤣 حبيت التجربة كونها استمرت عدة سنوات بدون توقف يعني الإرادة عندك 👍🏻
يالله ولكم باك تو ذَا رييل وررلد 😎 سي يو سووون
LikeLike
الحمدالله على سلامتك .
شخصيا وجدت ان الانظمه الغذائيه مافيها صح او خطأ ، ، لكن فيها شيء يناسبك و شيء لأ .
حبيت صدقك و ذكر تجربتك بدون مبالغه او تشويه لأي نظام غذائي اخر .
و بالتوفيق نور❤
LikeLike
سعيد بانك بصحه و عافيه 🙂 !
تجربه مثيره للاهتمام، انا مو نباتي لكن اتابع بعض النباتيين و امنيتي يوم اتحول لهذا النمط (جزء صحه و جزء حماية للبيئة)، من اكبر القضايا اللي يتكملوا عنها الفيقنز هي محاربتهم لفكرة انهم يعانون من نقص في البروتين، و اللي هو تماما الشي اللي حصل لك. شخصيا اؤمن بان يمكنك اكمال نمطك النباتي مع حل مشكلة البروتين و غيرها مع تصميم خطة غذائية ممتازه، و اللي اتفهم، في هذا العصر و الانشغالات يكاد يكون وظيفة كامله ان تعتني بأكلك تماما!
LikeLike
اهلا عبدالرحمن…
الفيجن اللي متابعهم غالبا ماعندهم جي سيكس بي دي واللي يجعل حتى الاستفادة من مصادر البروتين النباتية غير كاملة…غير الحاجات النباتية اللي فيها بروتين بنسبة عالية مثلا الصويا او البقوليات واللي ما اقدر اتناولها..
وضعي مختلف… حرفيا لا استطيع ان اكون نباتية حتى مع وجود طباخ يطبخ لي ٢٤ ساعه
LikeLike